كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي pdf
كتاب الامام ابن الجوزي صفة الصفوة, من الكتب المشهورة والمعروفة لدي العلماء والائمة المسلمين, قول الامام ابن الجوزي عن الكتاب, لما كان المقصود بوضع مثل هذا الكتاب ذكر أخبار العاملين بالعلم، الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، المستعدين للنقلة بتحقيق اليقظة، والتزود الصالح، ذكرت من هذه حاله دون من اشتهر بمجرد العلم ولم يشتهر بالزهد والتعبد.
ولما سميت كتابي هذا صفوة الصفوة رأيت أن أفتتحه بذكر نبينا محمد عالم فإنه صفوة الخلق وقدوة العالم .
فإن قال قائل: فهلا ذكرت الأنبياء قبله؛ فإنهم صفوة أيضا؟ .
فالجواب أن كتابنا هذا إنما وضع المداواة القلوب وترقيقها وإصلاحها، وإنما نقل إلينا أخبار آحاد من الأنبياء، ثم لم ينقل في أخبار أولئك الآحاد ما يناسب كتابنا إلا أن يذكر عن عباد بني إسرائيل ما حملوا على أنفسهم من التشديد أو عن عيسى عليه السلام، وأصحابه ما يقتضيه الترهبن، وذلك منقسم إلى ما تبعد صحته، وإلى ما نهى عنه في شرعنا، وقد ثبت أن نبينا لم أفضل الأنبياء، وأن أمته خير الأمم، وأن شريعته حاكمة على جميع الشرائع ؛ فلذلك اقتصرنا على ذكره وذكر أمته .
أنا أبتدئ بتوفيق الله - سبحانه - ومعونته فأذكر بابا في فضل الأولياء والصالحين، ثم أردفه بذكر نبينا محمد ، وشرح أحواله وآدابه، وما يتعلق به، ثم أذكر المشتهرين من أصحابه بالعلم المقترن بالزهد والتعبد وأتى بهم على طبقاتهم في الفضل ثم أذكر المصطفيات من الصحابيات على ذلك القانون، ثم أذكر التابعين ومن بعدهم على طبقاتهم في بلدانهم.